تشقير الحواجب: تقنية تجميلية لتحسين مظهر الحاجب

تشقير الحواجب هي عملية تجميلية تهدف إلى تفتيح لون شعر الحواجب باستخدام مواد كيميائية خاصة، بحيث تبدو أفتح وأكثر نعومة، مما يمنح الوجه مظهراً متناسقاً وأحياناً أكثر إشراقاً. تُستخدم هذه التقنية بشكل واسع في عالم التجميل، لا سيما لأولئك الذين يمتلكون حواجب داكنة جداً أو كثيفة، أو من يرغبون في تغيير لون الحاجب بشكل مؤقت دون اللجوء إلى إزالة الشعر أو التعديل الدائم.

تعود أهمية الحواجب إلى دورها الأساسي في تحديد ملامح الوجه، فالحواجب الداكنة والكثيفة قد تعطي انطباعاً قاسياً أو ثقيل المظهر، بينما الحواجب الفاتحة تعكس مظهراً أكثر نعومة ورقة، خصوصاً إذا كان لون البشرة فاتحاً أو متوسطاً. لذلك، يعتبر تشقير الحواجب خياراً شائعاً بين النساء والرجال على حد سواء، ويساعد في تحسين تناسق الألوان في الوجه مع تسريحات الشعر ومستحضرات المكياج.

ماهية تشقير الحواجب

تشقير الحواجب هو إجراء يعتمد على استخدام مواد تحتوي على مكونات فعالة مثل أكسيد الهيدروجين (H2O2) وبيروكسيد الهيدروجين، التي تعمل على تفتيت صبغة الميلانين الموجودة في بصيلات الشعر، ما يؤدي إلى تغيير لونه من الداكن إلى ألوان فاتحة تتراوح بين الأشقر البلاتيني إلى الذهبي الفاتح. هذه العملية مشابهة لتشقير الشعر في مناطق الرأس، لكنها تتم بحذر بالغ بسبب حساسية منطقة الحواجب والجلد المحيط بها.

عملية التشقير لا تؤثر على طول أو كثافة شعر الحاجب، بل تقتصر على تعديل لونه فقط، مما يجعلها تقنية غير مؤذية إذا ما تم تنفيذها بشكل صحيح وبتراكيز مناسبة. تستمر نتائج التشقير عادة لفترة قصيرة تتراوح بين 3 إلى 6 أسابيع، حسب سرعة نمو الشعر والعناية التي يتلقاها الفرد بعد الإجراء.

خطوات تشقير الحواجب

تخضع عملية تشقير الحواجب لخطوات دقيقة لضمان نتائج مثالية وأمان عالٍ، ويمكن تلخيصها كما يلي:

1. تنظيف المنطقة جيداً
   
   يبدأ الإجراء بتنظيف الحواجب والجلد المحيط بها باستخدام محلول مطهر خفيف لإزالة الزيوت والأوساخ التي قد تؤثر على تفاعل مواد التشقير.

2. تحديد شكل الحاجب
   
   يُحدد شكل الحاجب بدقة باستخدام قلم خاص أو شريط لاصق لتجنب ملامسة المادة الكيميائية للجلد خارج منطقة الشعر.

3. تحضير مادة التشقير
   
   تُحضّر مادة التشقير بمزج مسحوق التشقير مع محلول الأكسيجين بنسبة معينة حسب لون الشعر وكثافته، حيث تختلف النسب لتتناسب مع درجات التفتيح المطلوبة.

4. تطبيق المادة على الحواجب
   
   يتم توزيع المادة بعناية على شعر الحاجب باستخدام فرشاة صغيرة مخصصة، مع الانتباه إلى عدم ملامستها للعين أو الجلد الحساس.

5. الانتظار لمدة محددة
   
   تُترك المادة على الحاجب لفترة زمنية محددة عادة من 5 إلى 15 دقيقة، وذلك حسب استجابة الشعر للمواد ومدى التفتيح المطلوب.

6. شطف الحاجب جيداً
   
   بعد انتهاء المدة، تُشطف الحواجب بالماء البارد لإزالة المادة تماماً، ويُستخدم تونر مهدئ أو كريم مرطب لتقليل أي التهابات محتملة.

7. التقييم والمتابعة
   
   يُقيّم التجميل النتائج، وفي بعض الحالات قد يُعاد التشقير مرة أخرى إذا لم تتحقق الدرجة المرغوبة، مع ضرورة ترك فترة فاصلة لتجنب تلف الشعر أو الجلد.

أنواع مواد التشقير المستخدمة وتأثيرها

تختلف مواد تشقير الحواجب من حيث التركيب والتركيز، وأشهرها:

• مساحيق التشقير الجاهزة التي تحتوي على أكسيد الهيدروجين ومكونات مساعدة تعمل على تفتيح الشعر.

• محاليل التشقير السائلة التي تكون أقل تركيزاً وتستخدم في الحالات التي تتطلب تفتيح خفيف.

• مواد طبيعية أو شبه طبيعية مثل استخدام خليط الليمون والعسل مع الشمس لتفتيح الشعر بطريقة غير كيميائية، لكنها أقل فاعلية وتحتاج وقتاً أطول.

تركيز الأكسجين في المادة يُحدد مدى شدة التفتيح، حيث تتراوح النسب عادة بين 3% و12%. الاستخدام المفرط للتركيز العالي قد يؤدي إلى تهيج الجلد أو تلف الشعر، لذلك من الضروري الالتزام بتعليمات الاستخدام وعدم تجاوز الوقت المحدد.

الفوائد الجمالية لتشقير الحواجب

تشقير الحواجب يقدم فوائد جمالية متعددة تعزز من مظهر الوجه وتزيد من تناسق الألوان، منها:

• تخفيف حدة لون الحاجب الداكن مما يجعل ملامح الوجه تبدو أكثر نعومة ودفئاً.

• توحيد اللون بين الحاجب وبقية الشعر خصوصاً لمن يمتلكون شعر رأس فاتح اللون.

• إضفاء مظهر شبابي وأصغر سناً عن طريق تفتيح اللون مع إبراز ملامح العين بشكل أفضل.

• تسهيل وضع مكياج الحواجب حيث يكون اللون الفاتح قاعدة مناسبة لتلوين الحواجب بألوان طبيعية دون مظهر كثيف أو مبالغ فيه.

• توفير بديل مؤقت للتاتو أو رسم الحواجب خاصة لمن يخشى الإجراءات الدائمة أو يرغب في تغيير شكل الحاجب بشكل متكرر.

المخاطر والاحتياطات اللازمة

على الرغم من أن تشقير الحواجب إجراء تجميلي شائع، إلا أنه يحمل بعض المخاطر المحتملة إذا لم يتم بشكل صحيح، ومن أبرزها:

• تهيج الجلد واحمراره بسبب الحساسية لمكونات مادة التشقير.

• حساسية العين أو حدوث التهابات في حال ملامسة المادة للعين.

• تلف الشعر وجفافه إذا تم الإفراط في استخدام المواد الكيميائية أو تجاوز مدة التطبيق.

• نتائج غير متجانسة كظهور بقع فاتحة جداً أو داكنة في بعض مناطق الحاجب.

لتجنب هذه المخاطر، من الضروري إجراء اختبار حساسية على الجلد قبل التطبيق، باستخدام كمية صغيرة من مادة التشقير على جزء صغير من الجلد لمعرفة رد الفعل خلال 24 ساعة. كما يجب الالتزام بإرشادات السلامة، مثل عدم استخدام مواد تشقير منتهية الصلاحية أو مجهولة المصدر.

العناية بعد تشقير الحواجب

العناية المناسبة بعد التشقير تضمن بقاء النتائج لفترة أطول وتحافظ على صحة الشعر والجلد، ومن أهم النصائح:

• تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة.

• استخدام كريمات مرطبة أو زيوت طبيعية مثل زيت الأركان أو زيت جوز الهند لتغذية الشعر.

• الامتناع عن استخدام مستحضرات كيميائية أخرى على الحواجب خلال فترة التعافي.

• تنظيف الحواجب بلطف وعدم فركها لتجنب تهيج الجلد.

• إعادة التشقير بعد مرور 4-6 أسابيع فقط، لتفادي تلف الشعر.

مقارنة بين تشقير الحواجب وطرق التجميل الأخرى

الاستنتاج

تشقير الحواجب تقنية تجميلية فعالة وآمنة نسبياً لتحسين مظهر الحاجب وتفتيح لونه بطريقة مؤقتة، مما يمنح الوجه مظهراً أكثر إشراقاً وتناسقاً مع ألوان الشعر والبشرة. تقتضي هذه العملية الالتزام بخطوات دقيقة واتباع تعليمات السلامة لتفادي المخاطر المحتملة، إلى جانب العناية المستمرة للحفاظ على النتائج. تناسب هذه التقنية من يرغبون في تغيير لون الحاجب دون اللجوء إلى إجراءات دائمة، وتظل خياراً شائعاً في عالم التجميل لما توفره من مظهر طبيعي وأنيق بتكلفة معقولة.

المصادر والمراجع

1. American Academy of Dermatology Association. (2021). Eyebrow Tinting and Bleaching: What to Know.

2. Journal of Cosmetic Dermatology. (2019). Safety and efficacy of eyebrow bleaching: A review study.